لماذا أشعر بالحزن بدون سبب: فهم العواطف ومواجهتها
يشعر الكثير من الأشخاص بالحزن ولا يعرفون السبب وراء ذلك. في هذا العصر، مع الاستخدام المتزايد للتكنولوجيا، نادرًا ما تجد شخصًا لا يعرف كيفية تشغيل التلفاز أو استخدام الهاتف الجوال أو حتى قيادة السيارة، لكن للأسف هناك شيء واحد مهم جدًا فشلنا في فهمه جيدًا وهو أنفسنا.
إذا كنت لا تعرف لماذا “تشعر بالحزن بدون سبب”، ضع في اعتبارك أن العواطف ما هي إلا إشارات ترسلها عقولنا لنا لتحفزنا على اتخاذ إجراء.
تمامًا كما تخبرك السيارة أنها بحاجة إلى الوقود عندما تكاد تنفد منه، لدى عقلك طريقته الخاصة في إخبارك عن احتياجاته (وهي عواطفك).
ماذا تفعل عندما “تشعر بالحزن بدون سبب”؟
إذا شعرت بالإرهاق بسبب تراكم الأعمال، فستشعر بالراحة بمجرد البدء في أداء عملك وليس عند الانتهاء منه.
يحدث هذا لأن العاطفة التي كان يرسلها عقلك كانت مجرد إشارة لتحفيزك. والشيء نفسه ينطبق على المزاج السيئ الذي لا تفهمه. عندما “تشعر بالحزن بدون سبب”، ضع في اعتبارك أن عقلك يحاول تحفيزك للقيام بشيء ما.
بمجرد استجابتك لرسالة عقلك، سيخف مزاجك السيئ لأنه لن يكون هناك حاجة إليه بعد الآن.
الشعور بالحزن ومعرفة السبب
نظرًا لأن الكثير من الأشخاص تعلموا تجاهل مزاجهم السيئ وتجنب حل مشاكلهم، فإنها تُدفن في عقولهم الباطنة.
المفتاح لفهم مزاجك السيئ ومعرفة السبب الحقيقي وراءه يكمن في أن تكون شجاعًا بما يكفي لمواجهة كل المشاكل التي كنت تحاول الهروب منها. حاول إحضار مشاكلك إلى وعيك لفهمها.
يحاول معظم الناس إبقاء أنفسهم مشغولين أو عدم التفكير في مشاكلهم حتى ينسوها تمامًا. المشكلة هي أن هذه المشاكل لا تُنسى أبدًا بواسطة العقل الباطن ولكنها تظل هناك وتزعجك من حين لآخر في شكل مزاج سيئ لا تستطيع فهمه. أقرأ أيضًا: الجروح والمشاعر العاطفية التي لا تلتئم
العواطف المكبوتة يجب أن تتسرب بطريقة ما
إذا أصررت على الهروب من مشاكلك وكبت عواطفك، فسوف تبدأ في التسرب على شكل أحلام سيئة، مشاعر سيئة لا تفهمها، أو حتى اكتئاب يأتي بدون سبب.
أفضل طريقة للتغلب على مزاج سيء لا تفهمه هي معرفة مشاكلك الغير محلولة ثم البدء في حلها واحدة تلو الأخرى حتى تتغلب عليها. أقرأ أيضًا: كيفية التعامل مع الرفض
“أشعر بالحزن بدون سبب“: الشعور السيئ المؤقت
يشعر معظم الناس بالسوء من حين لآخر دون فهم السبب. بينما من الطبيعي تمامًا أن تختبر لحظات قليلة تشعر فيها بالسوء دون سبب، إلا أنه يصبح مشكلة كبيرة إذا بدأ الأمر في الحدوث بشكل متكرر.
إذا كنت لا تعرف لماذا “تشعر بالحزن بدون سبب”، فلا داعي للقلق، حيث أن هناك خطوات قليلة يمكن أن تساعدك على فهم عواطفك غير المرغوب فيها.
إليك كيفية معرفة سبب شعورك بالسوء: إذا كنت تشعر بالسوء بدون سبب أو بدون معرفة السبب، فقد تكون إحدى المشاكل التالية هي السبب:
العواطف هي رسائل:
إحدى الجوانب المهمة جدًا حول العواطف التي يجب أن تكون على دراية بها هي أن العواطف هي مجرد رسائل ترسلها عقولنا لنا لتحفزنا على اتخاذ إجراء معين. إذا شعرت بالسوء، فقد حان الوقت لتسأل نفسك إلى ماذا يحاول عقلك الباطن جذب انتباهك.
الحساسية المفرطة:
الأشخاص الحساسون للغاية عرضة لتقلبات المزاج والمشاعر السيئة التي لا يستطيعون فهمها. بالإضافة إلى ذلك، يمتلك الأشخاص الحساسون تعاطفًا أكثر من الآخرين، وقد يجعلهم هذا التعاطف يشعرون بالسوء فقط عندما يجدون أنفسهم بالقرب من شخص يشعر بالسوء أو يحتاج إلى المساعدة.
نقص السيروتونين:
الهرمون الذي ينظم المزاج ويجعلك تشعر بالراحة يُسمى السيروتونين. يمكن أن يؤدي نقص السيروتونين في دمك إلى المزاج السيئ. يمكن زيادة مستويات السيروتونين عن طريق التمرين، تناول الكربوهيدرات، والتعرض لأشعة الشمس.
تحديد المشاكل الكبيرة:
اعلم أن هناك عادةً مشكلة أو مشكلتين كبيرتين يمكن أن تكونا مسؤولتين عن مزاجك السيئ وبقية المشاكل مجرد مشاكل صغيرة تبدو كبيرة نتيجة للعديد من المشاكل التي لديك. اعلم أنه يجب عليك تحديد المشاكل الرئيسية التي تجعلك تشعر بالحزن بوضوح بينما تضع جانبًا المشاكل الصغيرة. بمجرد أن تعرف الكبيرة، يمكنك بسهولة التحرك نحو إصلاحها وستختفي الصغيرة تلقائيًا.
الاكتئاب والمشاكل غير المحلولة
بعض الأشخاص يواجهون المشاكل بمجرد ظهورها بينما يدفنها الآخرون بعمق في عقولهم الباطنة أو يلقون بها خلف ظهورهم. عندما يفعلون ذلك، تستجيب عقولهم الباطنة عادةً بنزوات سيئة واكتئاب.
لهذا السبب، فإن فهم الأسباب الحقيقية التي تسبب مزاجك السيئ هو الخطوة الأكثر أهمية نحو التعامل مع الاكتئاب والشعور بالراحة. “أشعر بالحزن بدون سبب” ليس مجرد شعور عابر بل إشارة لضرورة التغيير والاهتمام بالنفس.
كيف تتغلب على الشعور بالحزن بدون سبب
إذا كنت تشعر بالحزن بدون سبب واضح، فإليك بعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها لفهم ومعالجة مشاعرك:
- التعرف على المشاعر كرسائل: فهم أن “الشعور بالحزن بدون سبب” هو في الواقع رسالة من عقلك. حاول التفكير في الأمور التي قد تكون تسبب الضغط أو القلق لديك.
- الوعي بالحساسية المفرطة: إذا كنت شخصًا حساسًا، قد تكون أكثر عرضة لتقلبات المزاج. تعرف على حدودك وحاول تجنب المواقف التي تثير مشاعرك بشكل مفرط.
- تحسين مستويات السيروتونين: النشاط البدني، التعرض لأشعة الشمس. وتناول الأطعمة التي تساعد في رفع مستويات السيروتونين في الدم قد تساعد في تحسين مزاجك.
- مواجهة المشاكل الكبيرة: حدد المشاكل الرئيسية التي تسبب لك الضيق وابدأ في التعامل معها. “أشعر بالحزن بدون سبب” أحيانًا يكون دليلًا على وجود مشاكل عميقة تحتاج إلى معالجة.
- التعامل مع الاكتئاب والمشاكل غير المحلولة: كما ذكرت في كتابي “الدليل النهائي للتغلب على الاكتئاب”، فإن تجاهل المشاكل والسماح لها بالتراكم يمكن أن يكون المصدر الأساسي للاكتئاب.
- استشارة متخصص: إذا استمرت مشاعر الحزن دون سبب واضح وتؤثرعلى قدرتك على العيش بشكل طبيعي، فقد يكون من المفيد التحدث إلى معالج أو مستشار نفسي.
الخلاصة
“أشعر بالحزن بدون سبب” ليس مجرد شعور يجب تجاهله. إنه دعوة للاستماع إلى عقلك والعمل على فهم ومعالجة ما يزعجك. باتباع الخطوات المذكورة وبمساعدة المتخصصين عند الحاجة، يمكنك التغلب على هذا الشعور وتحقيق حالة من الراحة والسلام النفسي. ويمكن للطعام تحسين مزاجك ، أقرأ أيضًأ: تناول الطعام لتحسين المزاج
